لماذا تفشل بعض المشروعات الصغيرة؟



يجيب عن هذا السؤال الخبير المالى مالك سلطان فيقول.. 
أثبتت التجارب أنه فى معظم دول العالم يفشل حوالى 90% من المشروعات الصغيرة خلال السنوات الأولى للمشروع، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم قدرة الشباب على تحديد ودراسة العوامل المؤثرة على نجاح المشروع. 

وسوف نستعرض معاً العوامل المؤثرة على نجاح أي مشروع مستخدمين في ذلك نموذج بورتر للعوامل الخمسة او ما يعرف بالإنجليزية باسم "Porter's five forces analysis".

ويستخدم هذا النموذج عادة لتحليل البيئة المحيطة بالمشروع وتحديد ما إذا كانت بيئة مشجعة ومحفزة على النجاح أم لا.

العوامل الخمسة لنموذج بورتر:
(1) حدة المنافسة بين الشركات القائمة.
(2) احتمال دخول منافسين جدد.
(3) القوة التفاوضية للمشترين.
(4) القوة التفاوضية للموردين.
(5) التهديد من المنتجات المشابهة.

فلنختار لتوضيح الفكرة احدى هذه العوامل وهى: حدة المنافسة بين الشركات القائمة:-

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها أصحاب المشروعات سواء كانت صغيرة أم كبيرة هو تجاهل المنافسين، فكلما زاد عدد المنافسين كلما قلت فرص الربح من أى مشروع.

فعلى سبيل المثال: قد يفكر بعض الشباب في انشاء مصنع صغير للأدوات المنزلية المصنوعة من البلاستيك، ويعتقد هؤلاء الشباب أن فرصة النجاح أمامهم جيدة؛ لمجرد أن لهم خبرة سابقة سواء للعمل في نفس المنتج أو لظنهم أن هذه المنتجات يمكن تسويقها بسهولة؛ والمشكلة التي لم يدركها هؤلاء الشباب هي أن حدة المنافسة في مجال المنتجات المصنعة من البلاستيك حادة جداً، حيث يوجد مئات المنتجين لهذه الأدوات ومعظمهم يقدم جودة متقاربة لأقصى درجة مما يعني أن السبيل الوحيد للمنافسة هو تخفيض الأسعار، وبالتالي سيكون الربح أقل بكثير مما هو متوقع.

وهذه المشكلة تنشأ عن وجود منتجات شديدة التشابه في الجودة، ويطلق عليها خبراء الاقتصاد والتجارة مصطلح "commodity" بمعنى سلعة أو بضاعة، ولا سبيل للمنافسة فيها سوى بتخفيض السعر.. والحل الاقتصادي هو أن يبحث صاحب المشروع عن ميزة تنافسية واضحة يحبها المستهلكون ويقبلون عليها، وفي الوقت نفسه يجب مراعاة الدقة في المنتج، بحيث لا يقلده المنافسون بسهولة.

ولابد من أن يدرك الشباب قيمة مصطلح "الميزة التنافسية المميزة" فصاحب المشروع لن يستطيع أن يحقق مكاسب جيدة إن لم يكن يملك شيئاً مميزاً يقدمه للمستهلك، ولذلك ننصح أي شاب بتذكر العنصريين التاليين:
(1) المنتج أو الخدمة التي يقدمها لابد وأن يكون لديه القدرة على توصيلها للمستهلكين قبل المنافسين.
(2) الميزة التنافسية التي يملكها لابد وأن تكون صعبة التقليد ولا يكفي أنه يقدم منتج عالي الجودة.

ونستطيع أن نلخص أسباب خسارة بعض الشباب فيما يلي:

* عدم وجود خطة واضحة للمشروع يكون بها الاهداف والمدة والتمويل ونوعية السوق أو العمل على زيادة قنوات التوزيع حالياً أو مستقبلياً. 
* تؤدي الجودة العالية التي يقدمها بعض المنتجين من الشباب في بعض الأحيان إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم في حين أن المستهلك يفضل أرخص الأسعار.
* وجود منافسين أقوى في السوق لديهم القدرة على إنتاج السلعة أو تقديم الخدمة بشكل أفضل وأكبر، وهو ما يؤدي إلى تحفيز السوق باستمرار.. أو ظهور منافسين جدد بالاضافة إلى الحاليين.
* إهمال تحديد وتحليل نوعية المنافسين، وماهي خصائصهم واستراتيجياتهم التسويقية؟ وماهي اهدافهم؟ أو نقاط القوة والضعف لديهم.

لذلك يجب تحليل كل عامل من عوامل بورتر لتحديد استراتيجية تسويقية فعالة لتحقيق ميزة تنافسية للمشروع وتحقيق توازن يضمن نجاح المشروع واستمراريته.


إرسال تعليق

0 تعليقات